مدونة والسلام

الجمعة، 26 سبتمبر 2008

الحرية...........للشاعر أحمد مطر



أخبرنا أستاذي يوما عن شئ يدعى الحرية

فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية
ماهذا اللفظ وما تعنى وأية شئ حرية
هل هى مصطلح يونانى عن بعض الحقب الزمنية
أم أشياء نستوردها أومصنوعات وطنية
فأجاب معلمنا حزنا .....وأنساب الدمع بعفوية
قدأنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية

أسفى ان تخرج أجيال لاتفهم معنى الحرية
لاتملك سيفا أو قلما لاتحمل فكرا وهوية

وعلمت بموت مدرسنا فى الزنزانات الفردية

فنذرت لئن أحيانى الله وكانت بالعمر بقية

لأجوب الارض بأكملها بحثا عن معنى الحرية

وقصدت نوادى أمتنا أسألهم أين الحرية

فتواروا عن بصرى هلعا وكأن قنابل ذرية

ستفجر فوق رؤوسهم وتبيد جميع البشرية

وأتى رجل يسعى وجلا وحكا همسا وبسرية

أحرف كلماتك شوكية

هذارجس هذا شرك فى دين دعاة الوطنية

ارحل فتراب مدينتنا يحوى أذانا مخفية

تسمع مالايحكى أبدا وترى قصصا بوليسية

ويكون المجرم حضرتكم والخائن حامى الشرعية

ويلفق حولك تدبير لأطاحة نظم ثورية

وببيع روابى بلدتنا يوم الحرب التحريرية

وبأشياء لاتعرفها وخيانات للقومية


وتساق الى ساحات الموت عميلا للصهيونية


وأختتم النصح بقولتة وبلهجتة التحذيرية

لم أسمع شيئالم أر كم ما كنا نذكر حرية


هل تفهم؟

عندى أطفال

كفراخ الطير البرية

الجمعة، 19 سبتمبر 2008

هذى بلاد لم تعد كبلادى


كم عشتُ أسألُ: أين وجهُ بلادي أين النخـيلُ وأين دفءُ الوادي


لا شيء يبدو في السَّماءِ أمامَنَاغيرُ الظـلام ِوصـورةِ الجلاد


هو لا يغيبُ عن العيـون ِكأنه قدرٌٌ.. كيـوم ِ البعثِ والميلادِ


قـَدْ عِشْتُ أصْرُخُ بَينَكُمْ وأنَادي أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِلال ِ رَمَادِ


أهْفـُو لأرْض ٍلا تـُسَاومُ فَرْحَتِي لا تـَسْتِبيحُ كَرَامَتِي.. وَعِنَـادِي


أشْتـَاقُ أطـْفـَالاًً كَحَبَّاتِ النـَّدَي يتـَراقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي


أهْفـُو لأيـَّام ٍتـَـوَارَى سِحْرُهَا صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ


اشْتـَقـْتُ يوْمًا أنْ تـَعـُودَ بـِلادِي غابَتْ وَغِبْنـَا.. وَانـْتهَتْ ببعَادِي


فِي كـُلِّ نَجْم ٍ ضَلَّ حُلْـمٌ ضَائـِع ٌوَسَحَابَةٌٌ لـَبسـَتْ ثيـَابَ حِـدَادِ


وَعَلَى الـْمَدَى أسْـرَابُ طـَير ٍرَاحِل ٍنـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَـرَادِ


هَذِي بِلادٌ تـَاجَرَتْ فـِي عِرْضِهـَا وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُلِّ مَزَادِ


لَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَى الأسَى تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيـادِ


فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبـُوع بـِلادِي تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَلادِ


لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِعُ أرْضَهَا حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي


لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُرَاخ ِ أمـْس ٍ رَاحِل ٍوَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْدَادِ


وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيفَ عُيـُونِنـَا بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ


مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْم ٍ شـَـاردٍ مَاعَادَ فِيها صَوْتُ طــَير ٍشـَادٍ


تـَمْضِي بِنَا الأحْزَانُ سَاخِـرَةً بـِنَا وَتـَزُورُنـَا دَوْمًا بــِلا مِيعَـادِ


شَيءُ تَكـَسَّرَ فِي عُيونـِي بَعْدَمَـا ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي


أحْبَبْتـُهَا حَتـَّى الثـُّمَالـَة َ بَينـَمَا بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغــَادِ


لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْـح ٍكـَاذِبٍ وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظى اسْتِعْبَادِ


لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بـِلادِي عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْـهَادِي


فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَرْخَة ٌكـَانـَتْ تـُهَرْولُ خَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي


الأفـْقُ يصْغُرُ.. والسَّمَـــاءُ كَئِيبَة ٌخـَلـْفَ الغُيوم ِأرَى جـِبَالَ سَـوَادِ


تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَوْقَ رُؤُوسِنـَا والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتــَادِي


نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـدِ مَلامحٌ وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـَــادِ


وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبـرٌفرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـدَادِ


أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِقُ بَعْضَهـَا كـَوَدَاع ِ أحْبَـابٍ بــِلا مِيعــَادِ


البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَـا تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ.. فِي الأجْسَادِ


حَتـَّى الشَّهَادَة ُراوَغـَتـْنِي لـَحْظـَةً وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي


هَذا قـَمِيصِي فِيهِ وَجْــهُ بُنـَيتِي وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ" مِلــْح ٍزَادِي


رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيصَ فـَقـَدْ رَأتْمَا لا أرَى منْ غـُرْبَتِي وَمُــرَادِي


وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـي غفلـةٍ حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفــْسَادِ


شَاهَدْتُ مِنْ خَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبـًا للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ


كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنَا وَالـْعُمْرُ يبْكِي.. وَالـْحَنِينُ ينَادِي


مَا بَينَ عُمْـر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـًا وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَا أوْلادِي


عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـَا وَمَضى وَرَاءَ المَالِ والأمْجـَادِ


كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـَا ضَاقـَتْ بـِنـَا وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلـِّصِّ والقـَـوَّادِ!


في لَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَناثـَرَتْ حَوْلِي مَرَايا المَــوْتِ والمِيـَـلادِ


قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لمَحْتُ علـَى الـْمَـدَى وَالنبْضُ يخْبُو.. صُورَة ُالجـَــلادِ


قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَةُ حَوْلـَـهُ وَعَلى امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الــوَادِي


وَصَرَخْتُ.. وَالـْكَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فمِي:هَذِي بـِلادٌ.. لمْ تـَعُــدْ كـَبـِلادِي